بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأم هي اللعبة المفضلة لطفلها. ولكن ولع الطفل بأمه ليس راجعاً الى ادراكه بأن أمه هي اللتي تلاعبه، أو انه ملزم بحبها. بل لأن الطفل يحب الاستمتاع أو اللعب بالاشياء الممتعة بصفات معينة تستهويه، ولأن الأم عادة تمتلك من هذه الصفات اكثر مما تمتلكه اية لعبة اخرى.
يحب الاطفال التطلع الى الأشياء ذات الحوافي الواضحة التي تبين وجود أعضاء ذات تناقضات بين النور والعتمة. وفي حالة الأم يظهر مثل هذا العضو على سبيل المثال في التباين لون شعرها وتقاطيع وجهها وكذلك في الاختلاف بين لون بؤبؤ العين والبياض المحيط به. ان تبايناً كهذا في الألوان والظلال يسترعي انتباه الطفل لا سيما بعد الشهرين الأولين من عمره.
والحركة ايضاً من الصفات التي تجتذب انتباه الصغير، والحركة شئ تتقنه الأم امام عيني طفلها كأن تمر امامه أو تبدل تقاطيع وجهها عند ملاعبته أو تدنو منه ثم تبتعد عنه وهلم جرا.
يبدو أن الأشياء المستديرة تستهوي الطفل بعد ان يتجاوز الشهر الثاني من عمره. وعلى الأم الا تنسى مثلاً أن وجهها شبه دائري وفيه نقطتان داكنتان هما عيناها والصوت أيضاً يستهوي الطقل ويشد انتباهه. وقد اظهرت الأبحاث ان اكثر ما يستدرج استجابة الطفل هو الأصوات ذات الذبذبات الواقعة في مدى صوت الانسان. كذلك فان الأم تستطيع أن تجعل لكلامها ايقاعات معينة تستأثر بانتباه الطفل.
وفضلاً عن ذلك فان كلام الأم ومناغاتها لطفلها يتطلبان تحريك الشفتين. وهذا التناغم بين الصوت والمشهد في اذن الطفل وامام عينيه شئ مثير بالنسبة له.
وربما كان اهم من ذلك كله هو ان الأم تستجيب فوراً لأي شئ يؤديه الطفل, فاذا ابتسم الطفل مثلاً ابتسمت أمه واذا ند عنه صوت ما كانت استجابة الأم سريعة.
ليس هذا فقط بل ان استجابة الأم لا تكون واحدة في جميع الحالات. مثلاً قد يقرقر الطفل فترد امه عليه. وقد تتكرر العملية ثلاث مرات على التوالي ولكن في المرة التالية قد تكون استجابة الأم فضلاً عن ذلك مداعبة لطفلها يدها اي ان الاستجابة تتبدل في كل مرة.
كذلك تمتاز الأم عن اية دميةقدرتها على تقليد حركات الطفل, فهو اذا ابتسم ردت عليه بابتسامة, واذا تلاعب في تعبيرات وجهه تلاعبت هي الأخرى في تعبيراتها. وما من لعبة من لعب الأطفال تستطيع اداء مثل هذا الدور.
كذلك لا وجود للدمية التي تستطيع مجاراة الطفل في سائر مراحل تطوره. فاالأم مثلاً اذا ماخاطبت طفلها اختصرت في طول الجمل, أو رفعت أو خفضت نبرة الصوت, أو كررت نفس الكلمة مرات ومرات. ويقول خبراء علم النفس أن ذلك يساير ملكات الطفل في مراحل نموه.
واخيــــراً..
فان الطفل هو خير دمية تلهو بها الأم, كما أن الأم هي خير دمية يلهو بها الطفل.